اخر اخبار نواب مجلس الأمة

اليحيا: العالم عاجز عن وقف عدوانية الاحتلال ضد غزة

أكد وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي عبدالله اليحيا أن اجتماع المجلس الوزاري الخليجي يجسد عمق الروابط التاريخية، وتجذر العلاقات الأخوية بين دوله، ما يعزز قدرتها على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية بروح التضامن والمصير المشترك، ويؤكد تصميمها على تحقيق تطلعات شعوبها وصياغة مستقبل يرتقي إلى الطموحات ويحفظ المكتسبات المشتركة.

جاء ذلك في كلمة افتتاحية خلال انطلاق أعمال اجتماع المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الـ 165 أمس، بحضور وزراء خارجية ورؤساء وفود دول المجلس.

وذكر الوزير اليحيا أن المجلس الوزاري «يجتمع اليوم ونحن على مشارف أعمال الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث نرى في هذا الحدث فرصة متجددة لتنسيق المواقف وتوحيد الجهود وضمان مشاركة خليجية فاعلة ومؤثرة في ظل التحديات المتسارعة على المستويين الإقليمي والدولي».

وأعرب عن التطلع إلى أن تجسد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة منصة حقيقية لتعزيز الحوار البناء وترسيخ القيم الإنسانية العالمية والسعي نحو تحقيق حلول جماعية مستدامة تعزز الأمن والسلم الدوليين، مؤكدا في الوقت ذاته التزام دول مجلس التعاون بدورها الفاعل في النظام الدولي بما يحقق آمال شعوبها نحو مستقبل أكثر أمنا وازدهارا.

مأساة غزة

وقال اليحيا إن «الاجتماع ينعقد اليوم في وقت تقارب المأساة الإنسانية في قطاع غزة إتمام عامها الثاني، فيما تستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك أبسط مفاهيم الإنسانية، وتتجاوز كل الأعراف والمواثيق الدولية، بما في ذلك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة».

وأضاف أنه «في الوقت الذي تتصاعد حدة التحذيرات حول خطورة تدهور الوضع الإنساني في غزة، نجد العالم عاجزا عن وقف السياسة العدوانية التي تمارسها سلطات الاحتلال عبر استهدافها المدنيين والمرافق الأساسية».

تصحيح الوضع القانوني لاتفاقية خور عبدالله يجسد احترام العراق لسيادة الكويت

وأكد أن هذا الأمر «يدفعنا إلى تجديد دعوتنا للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والعمل الجاد لضمان توفير الحماية الكاملة للمدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

تسوية سلمية

وثمن اليحيا في هذا الإطار جهود المملكة العربية السعودية الشقيقة وفرنسا الصديقة، عبر رئاستهما المشتركة للمؤتمر الدولي بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين، وتنفيذ حل الدولتين، المنعقد في نيويورك في نهاية يوليو الماضي، وما تمخض عنه من خطوات ملموسة مرتبطة بإطار زمني، كما سجل الترحيب بالدول الصديقة التي أبدت رغبتها في الاعتراف بدولة فلسطين، آملا أن تحذو بقية الدول القيام بهذه الخطوة التي تدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

مساعدة العراق

وفيما يتعلق بالعراق، أكد الوزير اليحيا «التزام الكويت بمساعدة العراق الشقيق على النهوض بنفسه وتحقيق أمنه واستقراره ورفاه شعبه، وهو نهج يعكس التزام الكويت غير المتزعزع بأمن واستقرار المنطقة ودولها».

وثمن دعم الأشقاء في مجلس التعاون بحث العراق على معالجة الانعكاسات السلبية لعدد من القرارات الأحادية التي تم اتخاذها تجاه الكويت خلال العامين الأخيرين، عبر تصحيح الوضع القانوني لاتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله، واستئناف العمل وفقا لبروتوكول المبادلة الأمني لعام 2008، وتصحيح مسار العملية التفاوضية حول ترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة 162.

اليحيا: الثروات الطبيعية بالمنطقة المقسومة بما فيها حقل الدرة ملكية مشتركة بين الكويت والسعودية

وأوضح أن ذلك يأتي من خلال احترام العراق لسيادة الكويت على أراضيها وجزرها ومرتفعاتها المائية الثابتة والمستقرة وكامل مناطقها البحرية، والانطلاق نحو الترسيم من مبادئ وقواعد القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982.

وأكد اليحيا أن حقل الدرة يقع بأكمله في المناطق البحرية للكويت، وأن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المقسومة بما فيها حقل الدرة بكامله هي ملكية مشتركة بين دولتي الكويت والسعودية، ولهما وحدهما كامل الحقوق لاستغلال الثروات الطبيعية في تلك المنطقة، وفقا لأحكام القانون الدولي واستنادا إلى الاتفاقيات المبرمة والنافذة بينهما.

على صعيد آخر، جدد اليحيا الدعم الكامل لأمن واستقرار سورية، واحترام سيادتها ووحدة أراضيها، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم جهود الحكومة السورية في إعادة الإعمار.

وأكد دعم خطوات القيادة السورية في نبذ العنف والطائفية وتلبية تطلعات شعبها، معربا في هذا الصدد عن إدانة استمرار توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية، الأمر الذي يشكل انتهاكا صارخا لسيادة سورية ووحدة أراضيها.

استقرار لبنان

وفيما يتعلق بالشأن اللبناني، أكد الدعم المستمر لجهود الرئيس اللبناني جوزيف عون في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان، وتجاوز التحديات الراهنة، بما يحقق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق.

وقال اليحيا: «نتطلع إلى أن نعقد اليوم الاجتماع الوزاري المشترك للحوار الاستراتيجي مع وزير خارجية اليابان، الذي سيسهم بشكل كبير في تطوير مستويات التعاون بين دول مجلس التعاون واليابان إلى آفاق أوسع وأكثر شمولية، ولما تمثله اليابان كأحد أبرز الشركاء الدوليين لدول المجلس، الأمر الذي يعزز الرغبة المشتركة في بناء شراكات متينة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة».

الاجتماع مع «الأوروبي»

كما عبّر اليحيا عن الاهتمام البالغ لاستضافة الكويت الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية بدول مجلس التعاون ودول الاتحاد الأوروبي والمنتدى الوزاري حول الأمن والتعاون الإقليمي، والمزمع عقدهما يومي 5 و6 أكتوبر المقبل.

وأضاف: «كما نعرب عن سعادتنا باحتضان منتدى الأعمال الخليجي – الأوروبي في نوفمبر المقبل، حيث ستمثل هذه المحافل الرفيعة بين الجانبين الخليجي – الأوروبي فرصة استراتيجية لتعزيز الشراكة الجماعية بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية، كما أنها تعكس حرصنا المشترك على ترسيخ الأمن والاستقرار، وتوسيع آفاق التعاون بما يعزز مصالحنا المتبادلة المشتركة».

قوة منظومتنا الخليجية

كما أعرب اليحيا عن «الترحيب بوزراء خارجية ورؤساء وفود دول المجلس في بلدهم الثاني الكويت، بمناسبة انعقاد الدورة الـ165 للمجلس الوزاري، والتي تأتي امتدادا لمسيرة مباركة من التعاون الخليجي المشترك، وتجسيدا لحرص قياداتنا الرشيدة على المضي قدما نحو تحقيق المزيد من التكامل والتعاون بين دول المجلس، بما يعزز قوة منظومتنا الخليجية ويصون مكتسبات شعوبنا».

ونقل «تحيات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وتمنياتهما لاجتماعاتنا بتحقيق المقاصد والأهداف السامية التي تصب في مصلحة شعوب دولنا الشقيقة».

وأعرب عن جزيل الشكر وعظيم الامتنان لدعمهم الصادق للكويت خلال رئاستها الحالية لمجلس التعاون، ولجهودهم المخلصة في ترسيخ وحدة الصف الخليجي، عبر التنسيق الفاعل في مختلف القضايا والتحديات الإقليمية والدولية، «ما يعكس الحرص المشترك على تعزيز مسيرة التكامل والشراكة الاستراتيجية بين دولنا الشقيقة».

تأجيل الاجتماع مع وزير خارجية أوكرانيا

أعرب وزير الخارجية عبدالله اليحيا عن التطلع إلى أن «يعقد الاجتماع الوزاري المشترك الثاني مع وزير خارجية أوكرانيا الصديقة، إلا أن الظروف التي تشهدها بلاده حالت دون التمكن من إتمام هذا الاجتماع أمس».

وأضاف: «وإذ نعرب عن تفهمنا لتأجيل هذا الاجتماع نتطلع إلى عقده في المستقبل القريب، آملين أن تثمر كل المبادرات الإقليمية والدولية التوصل إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة الأوكرانية وفق مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبدأ سيادة الدول واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، متمنين لأوكرانيا الصديقة دوام الأمن والاستقرار».

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط