نظمت الهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة) مؤتمر «أداء» الثاني لمدونة السلوك الوظيفي صباح أمس على مسرح الهيئة في منطقة الشامية، برعاية وحضور رئيس الهيئة عبدالعزيز الإبراهيم، وبحضور رئيس ديوان الخدمة المدنية د. عصام الربيعان وعدد من القياديين والمسؤولين في الجهات الحكومية.
وبهذا الصدد، قال الإبراهيم، في كلمته بالافتتاح إن «المؤتمر يأتي في إطار تفعيل مبادرات الاستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد ذات الصلة بتمكين المجتمع من المساهمة في بناء ثقافة حاضنة للنزاهة ضد الفساد، آملين أن يسهم مشروع أداء في تعزيز القيم المهنية والنزاهة الوظيفية التي تعمل مدونة السلوك الوظيفي على تحقيقها».
وأضاف الإبراهيم أنه خطوة مهمة لتعزيز جودة ونزاهة خدمات القطاع العام، استكمالا لجهود نزاهة ضمن التدابير الوقائية التي تعكف عليها لتعزيز الكفاءة المهنية والثقة والتميز في القطاع العام، موضحا أن «مشروع أداء ارتكز على مدونة السلوك الوظيفي الصادرة عن ديوان الخدمة المدنية كمرجع لقواعد السلوك الوظيفي التي يعمل البرنامج على تعزيزها، واليوم نشهد ختام مرحلة من المشروع بعد استكمال 14 جهة مشاركة ضمنه لمتطلبات المرحلة الثانية، التي حققنا فيها نسبة وصول إلى أكثر من 25 ألف موظف».
4 مستويات للتصنيف
وأوضح الإبراهيم أن المشروع صمم لتقدير الالتزام بمدونة قواعد السلوك الوظيفي للموظفين وتصنيف هيئات القطاع العام إلى أربعة مستويات من الاعتماد وهي: البرونزي والفضي والذهبي والماسي، وفق نظام يتميز بالتدرج، ولا يعترف بالإنجازات الحالية فحسب، بل يشجع أيضا التحسين المستمر وتحقيق أعلى معايير حوكمة الأنظمة وتحسين بيئة الأعمال وتعزيز المساءلة، بهدف الوصول إلى بيئة أعمال حاضنة للنزاهة وتتصف بالمهنية والثقة والتميز.
وتابع أنه «لما كان إطلاق المشروع بدعم وإيمان كبير من شركائنا الطموحين الذين نسعد اليوم باستعراض انجازاتهم والاحتفاء بجهودهم الكبيرة على مدار عام من العمل الدؤوب، والمستمر لتحقيق المتطلبات المرحلية المكونة من (التوعية – التدريب – البنية الإدارية – القياس) فضلا عن دعوة المؤسسات الحكومية للانضمام لهذا البرنامج وتعظيم تجاربنا، فإن (نزاهة) وشركاءها يعولون اليوم بشكل كبير على أهمية الوعي بمخاطر الفساد وسبل الوقاية منه، وتعزيز مبادئ الشفافية والنزاهة على كل المستويات».
وأشار الإبراهيم إلى أن جهود مكافحة الفساد لا تقتصر على جهة محددة، ولكن هي عملية تشاركية تقوم فيها كل جهة بدورها، انطلاقا من مسؤولياتها الأخلاقية والمهنية والوطنية، ووفق رؤية تسعى لمجتمع عادل خالٍ من الفساد، حيث تدعم الممارسات الأخلاقية، وتكون ثقة الجمهور أمرا بالغ الأهمية في الوصول إليها.
ثقة المواطنين
بدوره، قال د. عصام الربيعان في كلمته أمام الحضور، إن هذا المؤتمر المهم يجمع نخبة من القيادات والخبراء لمناقشة تعزيز مدونات السلوك الوظيفي، وتوضيح دور المشاركة المؤسسية بين ديوان الخدمة المدنية و«نزاهة» في تفعيلها، بما يضمن ترسيخ مبادئ الحوكمة المؤسسية وأهمها النزاهة والشفافية في المؤسسات الحكومية.
وبين الربيعان أن مدونة السلوك الوظيفي ليست مجرد وثيقة تنظيمية، بل هي ميثاق أخلاقي ومهني يعكس قيم الأداء المؤسسي المتميز من خلال رسم الإطار الذي يحدد حقوق وواجبات الموظف العام، بما يسهم في رفع مستوى الأداء الحكومي، لتعزيز ثقة المواطنين في الخدمات المقدمة من جهات الدولة وتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد «أننا نؤكد من خلال هذا المؤتمر أن الشراكة بين ديوان الخدمة المدنية وهيئة نزاهة تشكل حجر الأساس في بناء منظومة متكاملة لتعزيز السلوك الوظيفي، والتصدي لكل ما يخل بمبادئ النزاهة والشفافية، فمكافحة الفساد لا تقتصر على الإجراءات الرقابية فحسب، بل تبدأ بالتوعية والتأهيل وبترسيخ ثقافة المسؤولية والمساءلة داخل بيئة العمل الحكومي». وأضاف أن تفعيل مدونات السلوك الوظيفي يتطلب تعاونا جادا بين جميع الجهات الحكومية وإشراك الموظفين في فهم مسؤولياتهم وحقوقهم، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال تكثيف البرامج التدريبية والتوعية المستمرة بمرتكزات مدونات السلوك الوظيفي.
تكريم الجهات المجتازة لـ «الفضي» و«البرونزي»
في ختام المؤتمر شارك كل من الإبراهيم والربيعان في تكريم الجهات المجتازة للمستويين الفضي والبرونزي.
وحازت 5 جهات على المستوى الفضي لمشروع «أداء»، وهي المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وهيئة الغذاء والتغذية، وهيئة تشجيع الاستثمار المباشر، والهيئة العامة للبيئة، والهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة).
بينما حازت 8 جهات «البرونزي» وهي: الهيئة العامة للصناعة، والهيئة العامة للرياضة، والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، والأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية، وجهاز حماية المنافسة، والإدارة العامة للطيران المدني، والهيئة العامة للشباب، والصندوق الوطني للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.