اخر اخبار نواب مجلس الأمة

السفير السوداني ل الجريدة•: الكويت شريكة أصيلة في مسيرتنا المستقبلية

أشاد السفير السوداني لدى البلاد عوض عبدالكريم الريّح بلة بالدور الإنساني الكبير الذي تؤديه الكويت قيادة وشعبا، مؤكداً أن المساعدات التي قدمتها الكويت خلال الأزمة السودانية الأخيرة، عبر الجسر الجوي، لم تكن مجرد دعم طارئ، بل كانت «رسالة تضامن وأخوة صادقة تعكس عمق العلاقات بين البلدين». وفي حوار مع «الجريدة»، عبّر الريّح بلة عن امتنان حكومة السودان وشعبه للكويت، قيادة وحكومة وشعباً، مؤكداً أن الأبواب ستُفتح على مصاريعها أمام المستثمرين الكويتيين للمساهمة في إعادة إعمار السودان، بعد وقف إطلاق النار وبدء مرحلة التعافي والبناء… وفيما يلي نص الحوار:

• كيف تنظرون إلى الدور الإنساني الكويتي تجاه السودان خلال أزمته الحالية؟

– الحقيقة أن ما قامت به الكويت خلال الأزمة الحالية في السودان يفوق الوصف. فمنذ اندلاع الأحداث المؤسفة، لم تتأخر الكويت يوما في تقديم يد العون، سواء من خلال الجهات الرسمية أو الجمعيات الخيرية. وشهدنا ذلك جليا في إطلاق جسر جوي إنساني مباشر إلى السودان، حمل على متنه الأدوية، والمواد الغذائية، والمستلزمات الطبية العاجلة، مما أسهم بشكل ملموس في تخفيف معاناة المتضررين.

هذا الدور لم يفاجئنا، لأن الكويت معروفة بدورها الإنساني العالمي، وتاريخها في هذا المجال طويل ومشرف، ومنذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد، وحتى اليوم، في ظل القيادة الحكيمة لسمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، كانت الكويت دائما حاضرة في كل الأزمات والمحن.

 الكويت سباقة

• ما الجهات الكويتية التي كان لها دور بارز في هذا الدعم؟

– بصراحة، لا يمكننا إلا أن نثني على الجهد المتكامل بين مختلف الجهات، فوزارة الخارجية الكويتية كانت سباقة في التنسيق والدعم، إلى جانب جمعية الهلال الأحمر الكويتي التي لعبت دورا حيويا في تنظيم قوافل الإغاثة، وتوفير الاحتياجات الضرورية للمتضررين.

نعول كثيراً على الدور الكويتي في دعم الاستقرار عبر التنمية المستدامة 

كما لا يفوتني أن أذكر الجمعيات الخيرية الكويتية مثل «الرحمة العالمية»، و«العون المباشر»، و«جمعية الإصلاح»، التي سارعت بتقديم المساعدات، وإطلاق مشاريع إغاثية داخل وخارج السودان، في مناطق اللجوء والنزوح.

 علاقات أخوية وتاريخية

• كيف تنظرون إلى العلاقة بين السودان والكويت؟

– العلاقة بين السودان والكويت أخوية وتاريخية، تتجاوز الأطر الدبلوماسية التقليدية. هي علاقة قائمة على الاحترام المتبادل، والتفاهم، والتضامن. الكويتيون وقفوا معنا في الكثير من المحطات الصعبة، ونحن نثمن هذه المواقف بكل محبة واعتزاز.

كما أن هناك تطابقا في وجهات النظر حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية، فضلا عن التعاون المستمر في المنظمات الدولية، مما يعزز من عمق الشراكة بين البلدين.

جذب الاستثمارات

• هل هناك استعدادات سودانية لجذب الاستثمارات الكويتية بعد توقف الحرب؟

– بالتأكيد… السودان الآن يدخل مرحلة جديدة من التعافي وإعادة البناء. وبعد جهود السلام ووقف إطلاق النار، تركز الحكومة السودانية على إطلاق عملية إعادة إعمار شاملة، تشمل البنية التحتية، والخدمات، والقطاعات الإنتاجية.

ونحن في السفارة، نسعى جاهدين إلى تعزيز التواصل مع القطاع الخاص الكويتي، وتقديم فرص استثمارية واعدة، خصوصا في مجالات الزراعة، والطاقة، والبناء، والخدمات الصحية والتعليمية، كما نُرحّب بالخبرات الكويتية التي لها سجل ناجح في إدارة المشاريع التنموية داخل وخارج البلاد.

فرص واعدة

• هل يمكن أن تحدثنا عن بعض هذه الفرص الاستثمارية؟

– السودان بلد غني بالموارد الطبيعية، ويملك أكثر من 200 مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة، إضافة إلى وفرة المياه الجوفية والنهرية، وثروات معدنية هائلة، وموقع جغرافي استراتيجي يربط بين إفريقيا والعالم العربي.

في قطاع الزراعة مثلاً، يمكن للكويت أن تستثمر في مشاريع الأمن الغذائي المشتركة، وهذا توجه تدعمه حكومتنا. وكذلك هناك فرص واعدة في القطاع الصحي، من خلال إنشاء مستشفيات ومراكز طبية، وكذلك في القطاع العقاري والبنية التحتية، حيث نتطلع إلى شراكات لبناء مساكن، ومدارس، ومرافق عامة تساهم في دعم الاستقرار الاجتماعي.

وأنا أؤكد عبر «الجريدة» أن الأبواب ستُفتح على مصاريعها أمام المستثمرين الكويتيين للمساهمة في إعادة إعمار السودان، بعد وقف إطلاق النار وبدء مرحلة التعافي والبناء.

شريك أصيل

• كيف ترون دور الكويت مستقبلاً في دعم السودان على المستويين الإنساني والاستثماري؟

– نحن نرى الكويت شريكة أصيلة في مسيرة السودان المستقبلية، سواء في الجانب الإنساني أو التنموي. 

ونعوّل كثيرا على الدور الكويتي في دعم الاستقرار عبر التنمية المستدامة، لأن التنمية هي مفتاح الأمن والسلام.

وفي هذا السياق، نأمل أن نشهد قريبا زيارات متبادلة بين رجال الأعمال والوفود الرسمية لتعزيز فرص التعاون، ونتطلع إلى مشاركة كويتية فاعلة في مؤتمرات إعادة الإعمار، سواء في السودان أو ضمن المبادرات الدولية.

شكر وتقدير

• كلمة أخيرة.

– أود أن أتوجه بالشكر والتقدير باسمي واسم حكومة وشعب السودان إلى صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وإلى الحكومة الكويتية، والشعب الكويتي الكريم، ولكل الجمعيات الخيرية والهيئات الإنسانية التي لم تتوانَ لحظة عن الوقوف إلى جانبنا في هذه المحنة.

ونؤكد أن أبواب السودان مفتوحة دوما لأشقائنا في الكويت، سواء على مستوى العمل الإنساني أو الاستثماري، ونؤمن بأن العلاقات بين البلدين ستزداد رسوخا في قادم الأيام، بإذن الله.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط